تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المرأة الفلسطينية والذاكرة

يجمع هذا الكتاب بين دفتيه، أوراق ورشة العمل، التي عقدت في القاهرة ما بين 22- 25 نيسان 1998م، تحت عنوان: “التأريخ الشفوي السياسي للمرأة الفلسطينية”.
لماذا جمعت هذه الأوراق؟ وما الذي استدعى أن توضع اليوم بين دفتي كتاب؟ وما الفائدة التي سوف يجنيها القراء حين يجدون الأوراق بين أيديهم؟
أردنا بهذا الكتاب، أن نضع أيدينا بأيدي القراء، نشركهم في حوارنا وتفكيرنا ونتقبل ما يطرحه الموضوع من أفكار قابلة للنقاش، وأسئلة مفتوحة؛ لنوسع دائرة الحوار.
شكَّل الكتاب، بداية طريق لعمل صعب وضروري في نفس الوقت، طريق التأريخ لتجربة المرأة الفلسطينية السياسية. لذلك أحسسنا بضرورة وضع تجربتنا منذ أول خطوة مشيناها، على الورق، ننقل خبرتنا وتجربتنا إلى القراء؛ لنستفيد من ملاحظاتهم وآرائهم.
حرصنا أن ننقل التجربة – دون تصرف – إلا بحدود ما ييسِّر الفهم، حوّلنا بعض ما هو عامي إلى لغة عربية فصحى، واحتفظنا عند النقاش بلغة المحكي، بتصرف محدود جداً، حتى نحافظ على روح الموضوع وجوهره.
أردنا بهذا العمل، أن نؤكد على صعوبة عمل المؤرخ/ة الفلسطيني الصعبة؛ حيث لا يتوفر له ما يتوفر لمؤرخين آخرين، في أماكن أخرى من العالم: أرشيفات متكاملة، ومراكز بحث، وإمكانات تقنية عالية؛ لأن الأرشيف الفلسطيني عانى كما عانى الإنسان الفلسطيني من التبعثر والاضطراب والضياع، وبهذا يصبح واضحاُ أن مهمة الوصول إلى المصادر والأرشيفات وربما صناعتها، مهمة ضرورية لدى المؤرخ/ة، وكل فلسطيني، وكل مؤسسة فلسطينية.
كما أردنا أن نضع بين أيدي القارئ الفلسطيني والعربي، وجهة نظر نسوية، حول كيفية الاستفادة من الأدبيات النسوية في التاريخ، مع الوقفة لدى أهم ما أضافته الباحثات النسويات، في مجال قراءة التاريخ.
نوقشت ضمن صفحات الكتاب، مواطن النقص في التأريخ الشفوي للمرأة الفلسطينية، حيث تبينت أهمية دراسة الفترات الزمنية التي تم تجاهلها، أو الوقوف العابر عندها؛ لمحاولة سد النقص، عبر منهج التاريخ الشفوي ومنظور تحليل النوع. كما تضمَّن الكتاب، برنامج الورشة الخاص بالتدريب العملي، حيث خصصت له نصف أيام الورشة.

إدارة تخطيط وتطوير مشاركة المرأة/ وزارة التخطيط والتعاون الدولي. ط1، ط2: 1999م.