تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في الثامن من آذار: لنرفع راية الوحدة الوطنية والحريات الديمقراطية

يزورنا آذار هذا العام، متسائلاً عن مدى فاعلية النساء الفلسطينيات، لدفع جهود تحقيق المصالحة الوطنية، ومنع انتهاك حقوق الشعب الديمقراطية، مذكِّراً بجهودهن، عبر تاريخ القضية الفلسطينية، من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، بين أبناء الشعب الواحد، وحماية الديمقراطية.

وليس صدفة أن يترافق الاحتفال الفلسطيني، بيوم الديمقراطية، في السابع من شهر آذار، مع الاحتفال العالمي بيوم المرأة، في الثامن من الشهر ذاته. فلا يمكن أن تتحقَّق وحدة وطنية حقيقية، دون الكفِّ عن قمع الحريات، عبر الاعتقال، والقتل، والتعذيب، على خلفية الانتماء السياسي، أو الاختلاف العقائدي، ودون احترام حقوق المواطنين، السياسية والاجتماعية والفكرية، بحيث يستطيعون التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم، بالتظاهر، والتجمع، والكتابة، والتمثيل، والغناء، وبالوسائل المختلفة، دون خوف من سلطة، أو حزب، أو قبيلة.  

ويدعونا هذا التوجه، إلى تنظيم الفعاليات السياسية والمجتمعية، المتعدَّدة، والأنشطة الثقافية، المتنوعة، في غزة، والضفة الغربية، والشتات، للضغط على صانعي القرار، من أجل تجريم مرتكبي الانتهاكات، وفضح مواقفهم علناً، ومحاكمتهم وفقاً للقانون، وتجسيد وحدة وطنية بناء على برنامج وطني، يستجيب للمرحلة السياسية، ولا يتطابق مع برنامج هذا التنظيم أو ذاك؛ بل يلبي طموح الشعب الفلسطيني، الذي يسعى إلى تحرير الوطن، وبناء المؤسسات، في ظل ظروف سياسية تزداد صعوبة، بعد انتصار اليمين المتطرف، في انتخابات الكنيست الإسرائيلي.

أما وقف حملات الاستفزاز الإعلامية، فهي مطلب ملحّ، من أجل توفير المناخ اللازم، لتحقيق الوحدة الوطنية؛ إذا كان الهدف، هو وقف نزيف الوطن، وتضميد جراحه؛ وليس تسكينها، وتسليط الضوء على ما يجمع لا على ما يفرِّق. وما أكثر ما يجمع بين أبناء الوطن الواحد، في وجود احتلال إسرائيلي توسعي، يمضي في قضم مزيد من الأراضي الفلسطينية، ويذكي في الوقت ذاته عوامل الخلاف بين الأشقاء، مطلقاً ضحكته المجلجلة، إثر تطور الخلاف إلى اشتباك، واقتتال داخلي.

ليس المطلوب تناسي الاختلاف، أو القفز فوقه؛ بل التعامل معه وفق مبدأ الحوار، ووفق مبدأ احترام الاختلاف، لا عبر مبدأ التخوين، أو التقزيم، او التهميش، أو التكفير، أو الاستخفاف بعقول الجماهير الفلسطينية.

 

*****

ربطت النساء تاريخياً، بين الوحدة والمشروع الوطني التحرري، وربطن بين القضية الديمقراطية، والقضية الوحدوية.

كيف نستعيد ما هو مشرق في تاريخ نضالنا؟ كيف يمكن أن نحافظ على منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ونستعيد لها دورها كحاضنة لنضال الشعب الفلسطيني؟ كيف نعيد الربط بين القضية الديمقراطية والقضية الوحدوية؟!

وكيف يمكن للنساء أن تستعدن دورهن الريادي، في يوم المرأة العالمي، استرشاداً بنضالات النساء عبر العالم، وإخلاصاً لمن دفعن حياتهن من أجل وطن موحَّد ديمقراطي حر؟

ألا يمكن أن تبادر النساء، المنتميات إلى الاتحادات الشعبية، إلى الضغط من أجل تجسيد الديمقراطية، عبر الانتخابات، على أساس التمثيل النسبي، وعبر المشاركة الواسعة للكفاءات المهنية؛ الأمر الذي يفعِّل منظمة التحرير الفلسطينية، فعلاً لا قولاً؟

ألا يمكن أن تبادر النساء، بالدعوة إلى تشكيل لجان رقابة، لضمان تنفيذ بنود أيّ اتفاق مصالحة وطنية؟!

*****

يذكِّرنا شهر آذار، بأن الوحدة الوطنية، والديمقراطية، والحرية، تعابير نسوية بامتياز، وتاء التأنيث التي تلتصق بها؛ تلفظ التقسيم، والانشطار، والتشرذم، وترفض الإقصاء.

هي الأرض تفتح رداءها للتعددية في آذار، لتعطينا حكمتها العميقة، عبر العالم، فهذه زهرة الأوركيد، الحسناء، بألوان قوس قزح، وها هو الورد الأحمر القاني، والأبيض الناصع البياض، والأبيض المحمر، وهذا هو السوسن الزهري، والأبيض والبنفسجي. وهذه شجرة الزيتون الأخضر، وتلك شجرة التفاح الأحمر، وبجانبها التفاح الأصفر، والأخضر، وهذه شجرة المشمش، وتلك شجرة الخوخ، وها هو شجر اللوز.

 

*****

ماذا لو جعلنا شعارنا النسوي، في يوم الثامن من آذار، زهرة الأقحوان، برمزها الكفاحي، وأوراقها الخضراء، وألوانها: الزهري، والأبيض، والأصفر، والأحمر والبنفسجي؟!