تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

التضامن والحوار: سؤال الفاعلية

تلقيت العديد من الرسائل، التي تعقب على مقالتي حول قافلة الحرية، بعنوان: "رياح الحرية: والتنوع العرقي والديني والمذهبي"، أستضيف بعضها ضمن "مساحة للحوار".

عبَّرت معظم الرسائل، عن دعمها اللامحدود لمبادرة كسر الحصار عن غزة، ودعت إلى تحقيق المصالحة الوطنية، داعية إلى إعلاء مصلحة الشعب الفلسطيني، على أية مصلحة حزبية ضيقة. ونادت بضرورة إطلاق طاقات الشعوب الخلاّقة، من أجل إبداع وابتكار أساليب جديدة، في الدفاع عن الحرية، ونشر قيم الوحدة والتسامح.

عبَّرت بعضها عن امتنانها لإبراز مشاركة النساء الفاعلة، ضمن قافلة الحرية؛ بينما شكَّكت واحدة منها بموضوعية المقالة، متَّهمة الكاتبة بالتحيّز الأعمى لفلسطين، واستخدام القيم الغربية، لتمرير الأفكار المتعصبة للإسلام، ولفلسطين.

*****

"كلنا فرحة لهذا الإنجاز، وترحما على الشهداء، وتساؤلا ماذا بعد؟ كيف ننهض بتلك الأيدي المتماسكة (المسلم مع المسيحي مع اليهودي)، نحن بحاجة إلى فحولة فعل الرجال والنساء، وصدق العزيمة، والكلمة. لنا شعب مبدع، أتركوا له المجال، سيبدع في وحدة الصف، سيبدع في رفع راية التسامح والدفاع عن المقدسات".                                                                                               صالح الصويعي المرزوقي/ تونس

*****

"العزيزة فيحاء،

 جاء صوتك مدوياً؛ ولكن من يسمع؟! هناك مازال من يفكر بأن رفع الحصار سيقوِّي موقف حماس، ولا يتذكر بأن هناك شعباً بأكمله يعاني من الحصار. كما لا يتذكر هؤلاء بأن رفع الحصار هو قوة للموقف الحر الداعي إلى إنهاء الاحتلال والحرية لشعبنا. اعتقد أن الخطوة الضرورية التالية، هي إجبار الأطراف المتنازعة على المصالحة، وليكن صوت الشعب والمنطلق من المصلحة الوطنية هو الأعلى على كل الأصوات الأخرى. مع المودة".                                                                                                                                زهيرة كمال/ فلسطين

*****

 "سلمت يداك با سيدتي الفاضلة، فنساؤنا أصبحن في مقام الرجال. النساء أصبحن الأداة والقيادة، و بقي الاعتراف بأنهن الأساس والقاعدة في مجريات الأحداث العالمية والإقليمية، بالطبع إذا غضضنا الطرف عن قضايانا الداخلية".

                                                                               ماجد الشريف/ وكالة قدسنا/ طهرا

*****

سلامي لك فيحاء،

مقال ممتاز لأنه يقتنص الروح العالمية لقافلة الحرية، والمشاركة العالمية، خاصة النساء اللواتي تحدَّين احتكار الرجال للسياسة. شكراً للمقالة الشاملة. ولأني أعيش على طرف العالم؛ أعرف عن اللاعبين الأساس، في سفينة السلام، وهن النساء، وهذا ما لم يصلني من خلال الإعلام الدولي. سلامي وحبي". 

                                                                       هيلدا ليني/ جزيرة فانوتو- جنوب الباسفي

*****

شكراً للمقالة الجميلة. لدي ثقة بالله تعالى أن العالم سوف يعترف بحقوقنا كنساء. تابعي عملك النبيل، وأنا أصلي أن يهبّ الفجر علينا قريباً.                                                    ياسمين دين/ كندا

*****

"في مقالتك المنشورة على صفحات الأيام الفلسطينية؛ قلت إن قافلة الحرية هي رمز للتنوع، أناس من جميع أنحاء الدنيا. يمكن أن يكون هذا صحيح بالنسبة للخمس سفن الأخرى؛ لكن ليس بالنسبة لسفينة "مافي مرمرة". في السفينة الكبيرة؛ كما رأينا من خلال الفيديو الذي التقطه أحد الركاب؛ معظم الركاب أتراك، وفرنسيون جزائريون، وراكب واحد من اندونيسيا.

صلَّى الركاب على ظهر السفينة، أكثر من مرة، ولعنوا الكفار، وسألوا الله أن يعطيهم القوة، ليتمكنوا من التغلب عليهم.

أنتِ تحاولين استخدام القيم الغربية، مثل موضوع المرأة وحقوق الإنسان، كي تكون كلماتك محبوبة لدي العالم الخارجي، معمية عن عالمكم المتعصب.

كان من الأفضل بكثير أن تركزي على أن هؤلاء الكفار هم الذين يمدونهم بالطعام ويساهمون في تعليمهم (مخيمات الأونروا في غزة، التي هاجمتها حماس). أنتِ أظهرت حقيقة مشاعرك، ولو أنك صحافية مخلصة للحقيقة لكنتِ أكثر موضوعية. اللعبة ظاهرة الآن، في الهواء الطلق.

باستعارتك عبارة ماري أوليفر؛ ظهرت للقراء انك تربطين نفسك بحقوق الإنسان؛ لكنك في الحقيقة تحبين فلسطين فحسب، وهكذا جميع المسلمين في العالم، ولهذا كانوا هناك على ظهر السفينة.

لذا أنصحك أن تعظي كل من يدعم الفلسطينيين ألاّ يحوِّلوا الحالة إلى غزو عثماني".                                                                                                      أيدتاب أيدتاب

*****

الأصدقاء الأعزاء،

 نحن بحاجة إلى الأيدي المتماسكة، من الأعراق والديانات والمذاهب والقوميات كافة، وإلى فعل الرجال والنساء معاً، دون أن نربط الفعل بالفحولة، أو الرجولة. لا نحتاج بأية حال أن نستبدل هيمنة بهيمنة. لا نحتاج إلى إحلال النساء مقام الرجال. أعتقد أنّا بحاجة إلى الفعل الإنساني، الذي يسنهض طاقات البشر، رجالاً ونساء، كل حسب إمكاناته/ها، وقدراته/ها. كما أنّا بحاجة إلى تنسّم هواء الحرية حتى يتسنى لنا الإبداع، والإنجاز. أما وحدة الصفّ فهي سبيلنا إلى إنجاز انتصار سياسي تاريخي، يمكن أن يتبدَّد؛ إذا لم نلتقط احتياجات اللحظة السياسية ونبادر إلى توحيد شطري الوطن.

 

أيدتاب أيدتاب،

يتضامن الفلسطينيون مع قضايا العالم العادلة، كما يتضامن أحرار العالم مع قضية فلسطين. أما موضوع المرأة وحقوق الإنسان، فهي ليست حكراً على شعوب دون أخرى. ها هي "سفينة مريم"، تستعد للإبحار لكسر الحصار عن مدينة غزة، وعلى متنها نساء مسيحيات ومسلمات، من دول عربية، ومن دول أوروبية، ومن الولايات المتحدة الأمريكية.

هذه السفينة التي باركها راعي ابرشية صيدا للروم الكاثوليك، ايلي حداد، قائلاً في عظته: "أبارك رحلة النساء إلى غزة، وهي رحلة مريمية. مريم ستكون مرافقة أمينة لكل من يتَّكل عليها، ونعتبرها حامية عن كل مظلوم".

أما عمّا حدث من اعتداء همجي على سطح السفينة "مافي مرمرة"، فقد كشفته وسائل الإعلام العالمية بالصوت والصورة. وسوف أكتفي بشهادة متضامنيْن اثنين، من أمريكا، ومن السويد: كينيث أوكيف، وهيننغ مانكل، اللذين تحدثا عما شاهدا وخبرا على سطح سفينتيْ "مافي مرمرة"، و"صوفيا":

قال الجندي الأمريكي السابق، الذي خدم في قوات المارينز، بعد مشاركته في أسطول الحرية:

"لوضع الذي يعيش فيه الفلسطينيون يعتبر معضلة تقض ضمير العدالة في كل أنحاء العالم".

وتحدَّث الروائي السويدي "هيننغ مانكل"، الذي شارك ضمن قافلة الحرية، على سطح السفينة السويدية "صوفيا"، واعتقلته إسرائيل، مع ركاب السفينة الخمسة والعشرين، متهماً إسرائيل بالقتل والقرصنة والاختطاف:

"أعتقد أن الجيش الإسرائيلي خرج بنية ارتكاب جرائم قتل. لقد كان خيار إسرائيل القيام بذلك. وكان ذلك أغبى شيء فعلوه، فانظر حولك: لم يتم انتقاد إسرائيل في العالم كما يحدث اليوم، ولو سألتني، فسيتم إنهاء هذا الحصار خلال الأشهر الستة المقبلة.

أنا أومن بشدة في التضامن كوسيلة لتغيير العالم، وأومن بالحوار؛ إلاّ أن ما يؤكد الكلام هو العمل".