تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البرتقالي البرتقالي: 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة

هل يمكن أن يتلوَّن وجه العالم باللون البرتقالي؟ هل يمكن أن يخلو العالم من العنف الذي يجرِّد الإنسان من آدميته؟ كان هذا هو هدف الحملة الدولية "16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة"؛ حين دعت النساء والرجال والأطفال إلى تلوين العالم باللون البرتقالي، ومنذ عام 2013، في "رؤية رمزية لعالم مشرق وإيجابي خال من العنف ضد النساء والفتيات". تبدأ الحملة يوم 25 تشرين الثاني، وتنتهي يوم 10 كانون الأول/ اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

ورغم أن اللون البرتقالي الذي يسود المشهد السياسي الفلسطيني والعربي والدولي؛ قد لطِّخ بالسواد منذ عام 2002، (حين ارتبط بزي معتقلي غوانتانامو) ثم عام 2004 (حين ارتبط بتنظيم القاعدة)، ثم عام 2014 (حين ارتبط بتنظيم داعش)؛ إلاّ أني أضمّ جهدي مع جهود النساء اللواتي يناضلن ضد العنف والقهر والظلام والتمييز؛ لنعيد اللون إلى أصله الخالي من السواد، إلى البرتقالي البرتقالي.

*****

لم تصل دعوة الحملة العالمية إلى "هديل وجيه عواد" (16 عاماً)، أو إلى ابنة خالها الطفلة "نورهان عواد" (15 عاماً)، من سكان مخيم قلنديا، حين خرجتا يوم 23 تشرين الثاني 2015؛ لتحاربا سواد العالم بمقص؛ فكان الإعدام الميداني نصيب الشهيدة "هديل"، والإصابة الخطيرة نصيب نورهان.

 كما لم تصل الدعوة إلى "أشرقت قطناني" (16 عاماً)، من مخيم عسكر، حين خرجت يوم 22 تشرين الثاني 2015؛ لتمحو اللون الأسود ببياض أوراق دفترها، أو بمريول مدرستها المخطط بالأبيض والأخضر؛ دعسها مستوطن، وأطلق عليها جنود الاحتلال الرصاص، ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إليها. نزفت حتى استشهدت.

أما الطفلة الرضيعة رهف حسان (عامان) – التي قتلت هي ووالدتها الحامل  في غزة (35 عاماً)، يوم 10 تشرين الأول 2015، بواسطة صاروخ دمَّر منزلهما، جنوب شرق غزة، فلم يتسنَّ لها أن تحارب سواد العالم سوى بجسدها الصغير وجسد والدتها.

هل يمكن تلوين العالم باللون البرتقالي، لمحاربة العنف اليومي ، الذي يمارسه جيش الاحتلال يومياً ضد النساء والفتيات، سوى بإنهاء الاحتلال البغيض أولاَ؟

*****

بدأت حملة: "16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة" بمبادرة خلاقة من ثلاث وعشرين امرأة، من مختلف بلاد العالم، عام 1991، سعين إلى إثارة الوعي بضرورة النضال ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي. وبعد أن كانت الحملة محلية اتسع نطاقها وامتد تأثيرها لتصبح حملة كبرى. شارك في الحملة منذ انطلاقتها، ما يزيد على خمسة آلاف وأربعمائة وثمان وسبعين منظمة، وحكومة، ووكالات تابعة للأمم المتحدة، من مئة واثنين وسبعين بلداً، بالإضافة إلى عدد كبير من الأفراد، من أكثر من مئة وثمانين دولة من دول العالم.

أما الخامس والعشرون من تشرين الثاني، الذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1999 يوماً عالمياً يجري الاستعداد له سنوياً، ضمن نشاطات وفعاليات تسعى لمناهضة العنف ضد النساء؛ فقد تم اختياره تكريماً للنضال السياسي والاجتماعي ضد العنف، الذي قادته الأخوات المناضلات"ميرابال" في جمهورية الدومينيكان، اللواتي تم إعدامهن عام 1960، على يد شرطة الديكتاتور "تروخيوس" بعد اعتقالهن.

*****

ما الذي تركز عليه الحملة هذا العام؟

شعار الحملة "من السلام في المنزل إلى السلام في العالم: جعل التعليم آمنا للجميع". "ستركز حملة 16 يوماً بالأخص على العلاقة بين العسكرة والحقّ في التعليم في أوضاع النزاعات العنيفة، وفي حالة السلام النسبي، ومختلف السياقات التعليمية، مع الإشارة إلى طبيعة العسكرة كنظام أبويّ شامل قائم على التمييز والتفاوت وفقاً لعلاقة كل منا بالسلطة".

وفي فلسطين؛ أطلق منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية، الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة لعام 2015، تحت شعار: "إنهاء الاحتلال…. إنهاء للعنف"؛ مما ينسجم مع الشعار العالمي الذي يربط بين العسكرة والحق في التعليم، وازدياد العنف. ودعا المنتدى السلطة الفلسطينية إلى "الوفاء بالتزاماتها بالمواثيق الدولية التي وقعت عليها السلطة، وفي مقدمتها اتفاقية سيداو، وإلى إقرار قوانين تتلاءم مع تلك الاتفاقيات، وفي المقدمة قانون العقوبات، الموجود في الأدراج لما يقارب العشر سنوات، وقانون الأحوال الشخصية، وقانون حماية الأسرة من العنف".

*****

البُرتُقالِيُّ اتِّقادُ العاطِفَة

البُرتُقالِيُّ امتِزاج

البُرتُقالِيُّ/ نارُ الرّوحِ/ مِشمِشُها

دِفءُ الشِّتاءِ/ ذَهَبُ الشَّمسِ/ خُيوطُها

التَّجدُّدُ/ الجَمالُ/ الإبداعُ

زَمَنُ الفَراشاتِ/ انطِلاقُها

الحُبُّ/ البَهجةُ/ التّعاوُنُ

سِحرُ الغروبِ/زينَةُ الكّونِ

 ماءُ الحياةِ/ وَسِرُّها

 البُرتُقاليُّ امرَأَة

البُرتُقالِيُّ إِنسان

 

منتدى المنظمات الأهلية، الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، السلطة الوطنية الفلسطينية، المواثيق الدولية،العسكرة، الحق في التعليم،